المسؤولية الطبية في القانون المغربي و 7 جرائم يعاقب عليها الأطباء ، المسؤولية الطبية في القانون المغربي هي مفهوم قانوني يحمي المرضى من الرعاية الطبية المتدنية.

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من المسؤولية الطبية: الإهمال، وعدم الموافقة، والكشف عن المعلومات السرية. كل نوع من أنواع المسؤولية الطبية في القانون المغربي له سماته الفريدة الخاصة به، ولكن جميعها تشترك في الهدف المشترك المتمثل في حماية المرضى من الأذى.

مفهوم المسؤولية الطبية في القانون المغربي:

تشير المسؤولية الطبية في القانون المغربي إلى المسؤولية القانونية للأطباء وغيرهم من المهنيين الطبيين عن أي أضرار أو إصابات قد يعاني منها مرضاهم نتيجة لإهمالهم أو سوء التصرف.

ماذا يعني الإهمال الطبي؟

الإهمال الطبي هو سوء السلوك من قبل الممارسين الطبيين أو الأطباء من خلال عدم تقديم رعاية كافية أو معقولة مما يؤدي إلى إيذاء المريض.

أقر المشرع المغربي للأطباء بارتكاب أفعال تعتبر جرائم إذا ارتكبها شخص آخر. تختلف المسؤولية الجنائية للطبيب عن المسؤولية الجنائية لأي شخص آخر بسبب الطبيعة التقنية التي تنفرد بها العمل الطبي.

الطبيب الذي يلمس جسد المرأة الحامل أثناء الفحص أو إجراء عملية جراحية على مريض بقصد مساعدته لا يعتبر مخالفاً للأخلاق والأخلاق الحميدة أو يضر بجسم المريض، ما دام المشرع قد أجاز له ذلك. ضمن حدود معينة.

على عكس الطبيب الذي يتجاوز هذه الحدود، وينحرف عن الأساسيات، في مثل هذه الحالات، يتم تحديد المسؤولية الجنائية لمهنة الطب وتثبيتها – على سبيل المثال، الطبيب الذي يسلم مواد مخدرة إلى شخص بقصد إدمانه أو إجهاض حامل لمساعدتها على إخفاء حمل غير شرعي.

لقد أحرزت العلوم الطبية بعض التقدم المذهل في السنوات الأخيرة، لكن هذا ترافق أيضًا مع زيادة المخاطر على جسم الإنسان. مع استخدام الأجهزة الأكثر تقدمًا للفحص والتشخيص والعلاج، هناك المزيد من الفرص لحدوث الأخطاء. تشير الإحصاءات الدولية إلى أن عدد الأخطاء الطبية في ارتفاع، على الرغم من كل التقدم الذي تم إحرازه. لقد أصبح حدثًا يوميًا، ويتصدر عناوين الصحف ويؤدي إلى قضايا أمام المحاكم.

وفيما يلي سوف نشرح المسؤولية الطبية في القانون المغربي والمسؤولية الجنائية الواقعة على عاتق الأطباء بالتفصيل،

مفهوم المسؤولية الجنائية في القانون المغربي:

تحمل المسؤولية الجنائية يعني أن هناك عاقبة قانونية للجريمة نفسها، والشخص الذي ارتكب الجريمة مسؤول عن أي عقوبات يقررها القانون لأنه خالف القواعد.

الفرق بين المسؤولية الجنائية والمسؤولية المدنية:

  1.  أساس المسؤولية الجنائية هو الفعل الضار الذي يصيب المجتمع، بينما أساس المسؤولية المدنية هو الضرر الذي يلحق بالفرد.
  2. من حيث العقوبة: المسؤولية الجنائية تتمثل في العقاب والتدابير الأمنية، في حين أن المسؤولية المدنية تتمثل في التعويض.
  3. يتم المطالبة بالعقوبة الأولى من قبل النيابة العامة والثانية من قبل المتضرر.
  4. في ضوء حدود المسؤوليات ونطاقها، تُعرّف المسؤولية الجنائية بقانون مكتوب، وتخضع لمبدأ الشرعية الذي أدرجه المشرعون المغاربة امتثالاً لقاعدة أن “لا شيء يُعد جريمة أو يُعاقب عليها إلا بقانون مكتوب. ” وفي الوقت نفسه، تستند المسؤولية المدنية إلى قاعدة عامة تتطلب وجودها فقط في وجود فعل غير قانوني، سواء كان ذلك خرقًا لالتزامات تعاقدية أو ضرر، دون تفصيل تطبيقاتها.

ولمزيد من التوضيح للمسؤولية الجنائية للطبيب، كما عرفنا من السابق ما هي المسؤولية الجنائية، يجب أن نتعرف على ماهية العمل الطبي، لتحديد العلاقة بين المسؤولية الجنائية والعمل الطبي.

مفهوم العمل الطبي في القانون المغربي:

لم يقدم المشرع المغربي تعريفا للعمل الطبي في قانون مزاولة مهنة الطب أو في قانون آداب المهنة. وقد ترك هذا مهمة التعريف للفقه الذي يرى أن هناك اتجاهين في تعريف العمل الطبي:

التعريف الأول: ينظر إليه على أنه مقصور على مرحلة العلاج. وهذا يعرّفها على أنها النشاط الذي يقوم به الشخص المختص من أجل مداواة الآخرين، وفقًا للمبادئ والقواعد الطبية المقررة في علم الطب.

التعريف الثاني: يظهر في العمل الطبي حيث يشمل جميع مراحل الفحص والتشخيص والعلاج. أحد هؤلاء يعرّفها على أنها “كل عمل يهدف إلى شفاء المريض وحمايته من الأمراض”.

أركان المسؤولية الجنائية للأخطاء الطبية:

أ- الخطأ المادي والخطأ المهني:

ويعتمد معيار الخطأ المادي على ما يفعله الطبيب أثناء ممارسته لمهنته، دون أن يكون لهذا الخطأ علاقة بالأصول الفنية لمهنة الطب . ويكون ذلك بمثابة ارتكاب مخالفة تدخل ضمن عناصر الخطأ المعروفة، مثل الإهمال والتهور وعدم الاحتراز والتبصر. ومن الأمثلة على ذلك إجراء عملية جراحية تحت تأثير الكحول.

الخطأ المهني هو الخطأ الذي يتعارض مع القواعد العلمية والمبادئ المهنية التي يجب على المهنيين الطبيين الالتزام بها.

ب- الخطأ المرفقي والخطأ الشخصي:

هذا يتعلق بالأخطاء التي ارتكبت في الأماكن العامة (مثل المستشفيات العامة) وقد تم إبرازها من خلال الفصلين 79 و 80 من مدونة الالتزامات والعقود المغربية.

الخطأ المرفقي هو المصطلح الذي يحدث عندما يكون الضرر ناتجًا عن المنشأة، حتى لو تم فعل ذلك جسديًا بواسطة أحد الموظفين.

يعتبر الخطأ شخصيًا عندما يرتكب الموظف خطأً جسيمًا أو احتياليًا، فتنشأ عنه مسئولية شخصية ولا تسأل المنشأة إلا في حالة إعساره.

تابعنا في المسؤولية الطبية في القانون المغربي

جرائم المسؤولية الطبية في القانون المغربي:

1- القتل والجرح الخطأ:

القتل والجرح الخطأ هو من أبرز جرائم المسؤولية الطبية في القانون المغربي، لم يضع المشرع المغربي أية أحكام خاصة للأطباء فيما يتعلق بالمسؤولية الجنائية. يجب تطبيق المادتين 432 و 433 من قانون العقوبات المتعلقتين بالقتل الخطأ والإصابة العارضة على الجميع دون استثناء، بما في ذلك الأطباء. وهذا ضروري في كل حالة تسبب فيها في الوفاة أو الإصابة أو المرض بسبب قلة البصيرة أو عدم الاحتراز أو عدم الانتباه أو الإهمال أو عدم مراعاة الأنظمة والقوانين.

وتنص المادة 432 من قانون العقوبات على ما يلي: “يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة مائتين وخمسين جنيهاً كل من ارتكب جريمة قتل غير عمد أو تسبب فيها بغير عمد. من خمسين إلى ألف درهم “.

تنص المادة 433 من القانون على ما يلي: “إذا تسبب شخص ما، بسبب الإهمال أو عصيان الأنظمة والقوانين، في حدوث جرح أو إصابة أو مرض نتج عنه عدم قدرته على العمل لأكثر من ستة أيام، يعاقب بالسجن من شهر إلى سنتين و / أو غرامة من 120 درهم إلى 500 درهم “.

2- الإجهاض:

يجرم المشرع المغربي الإجهاض من خلال الفصل 451 من قانون العقوبات، الذي ينص على أن الأطباء الذين يوجهون أو يوصون أو يمارسون أساليب للحث على الإجهاض سيعاقبون بالعقوبات المنصوص عليها في الفصلين 449 و 450، حسب مقتضى الحال. بالإضافة إلى ذلك، يُحكم على مرتكب الجريمة بالحرمان من مزاولة المهنة المنصوص عليها في المادة 87، إما بشكل دائم أو لفترة محدودة.

المادة 449 يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 120 درهم إلى 500 درهم. فإذا نتج عن ذلك وفاة الحامل تكون العقوبة الحبس من عشر إلى عشرين سنة.

3- إفشاء السر المهني:

وفقًا للفصل 446 من قانون العقوبات المغربي، يُعاقب على إفشاء السر المهني كطبيب بالسجن لمدة تتراوح من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة تتراوح من مائة وعشرين إلى ألف درهم.

إذا أبلغ هؤلاء الأفراد عن عملية إجهاض علموا بها بسبب مهنتهم أو وظيفتهم، حتى لو لم يطلب منهم ذلك، فلن يُعاقبوا بالعقوبة المذكورة في الفقرة السابقة. في 8 يونيو 1953، أُعلن: “يجب على الطبيب أن يحتفظ بعناية بالأسرار التي يخبرها المريض أو يستطيع التعرف عليها نتيجة الثقة الممنوحة له”.

4- رشوة الطبيب:

تستند جريمة الرشوة التي يرتكبها الطبيب إلى الفصل 248 فقرة من قانون العقوبات: “يعتبر مرتكبًا لجريمة الرشوة ويعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة مائتين. ومن خمسين إلى خمسة آلاف درهم، من يطلب أو يقبل عرضًا أو وعدًا أو طلبًا أو استلام هدية أو منفعة أخرى من أجل: 4 الإدلاء بشهادة زور أو عدم وجود مرض أو عجز أو حمل، أو الإدلاء ببيانات كاذبة. فيما يتعلق بمرضه أو إصابته بالعجز أو سبب الوفاة بصفته طبيبًا وجراح أسنان أو طبيب توليد “.

5- تزوير الشهادات الطبية:

وتنص المادة 364 من قانون العقوبات على أن “كل طبيب أو جراح أو طبيب أسنان أو مفتش صحة أو قابلة، إذا أدلى أثناء مزاولته لمهنته بقصد تفضيل شخص ما، باعتراف كاذب أو زور فيه وجود مرض أو إعاقة. . ” أو حالة من الحمى، أو قدمت بيانات كاذبة عن مصدر المرض أو العجز أو سبب الوفاة، يعاقب بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات،

ما لم يكن فعله جريمة أشد، كما هو منصوص عليه في الفصل 248 و ويجوز كذلك أن يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق المشار إليها في المادة 40 من خمس إلى عشر سنوات.

6- شهادة الزور الواقعة من الطبيب:

نص المشرع في المادتين 369 و 372 من قانون العقوبات على أحكام الحنث باليمين في القضايا الجنائية أو الجنحية، وكذلك في القضايا المدنية أو الإدارية. في الدعوى الجزائية ضد متهم أحيل إلى محكمة الجنايات، يعاقب بالحبس من خمس إلى عشر سنوات في حالة إدانته.

7- امتناع الطبيب عن تقديم المساعدة لشخص في خطر:

يعتبر رفض الطبيب مساعدة شخص في خطر جريمة هجر. وتعاقب المادة 431 من قانون العقوبات على هذه الجريمة التي تنص على: “كل من امتنع عمدًا عن تقديم المساعدة إلى شخص في خطر، حتى لو كان بإمكانه تقديم تلك المساعدة إما من خلال تدخله الشخصي أو بطلب الإغاثة دون تعريض نفسه أو غيره لأي خطر يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة من مائتين إلى ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط.

آمل أن يكون هذا المقال قادراً على تقديم بعض الوضوح حول موضوع المسؤولية الطبية في القانون المغربي. إذا كانت لديك أي أسئلة أو ترغب في معرفة المزيد حول المسؤولية الطبية في القانون المغربي، فلا تتردد في التواصل معنا.

 

تعرف على المسؤولية الطبية في القانون المغربي و 7 جرائم يعاقب عليها الأطباء