تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي ، من المعروف أن الدعوى العامة تقام بمواجهة الجرائم التي يتم النظر فيها أمام القضاء الجزائي، وتتمثل أطراف هذه الدعوى في المدعي العام والمدعى عليه. ولكن، ماذا يحدث عندما يتم إسقاط الحق الشخصي في حال تعدد المدعى عليهم؟ هل من الممكن تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي؟ في هذا المقال، سنتحدث عن تفاصيل تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي وأثر ذلك على الدعوى المدنية التبعية في حال تعدد المدعى عليهم. تابعوا معنا.

تعريف الدعوى العامة والحق الشخصي في قانون اصول المحاكمات الجزائية

في القانون الجزائي ، تعتبر الدعوى العامة الأساس لملاحقة مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم. يتم تنظيمها وفقًا لمادة 1 من قانون أصول المحاكمات الجزائية ، وتعرف على أنها مجموعة إجراءات متخذة من قبل السلطة القضائية لمحاسبة المجرمين وتوجيه العقوبات اللازمة لهم. غالبًا ما تبدأ الدعوى العامة بتقديم النيابة العامة لادعاء ضد المشتبه بهم ، ويمكن تحريكها أيضًا من قبل المتضرر الذي يعتبر أن هذه الجريمة قد سببت له ضررًا ماليًا أو معنويًا، ويدعى الحق الشخصي. يمكن للمتضرر أن يتخذ هذا الخيار إذا رفضت النيابة العامة تحريك الدعوى العامة. يشترط فيتعتبر الدعوى العامة أحد أهم المفاهيم القانونية التي تتعلق بمجال القضاء، حيث تنشأ عادة عند وقوع جريمة يقع معها اعتداء على مصالح المجتمع ومصالح الدولة، ويبدأ الإجراء القانوني لملاحقة المجرم بتحريك دعوى جزائية يبدأها النيابة العامة، وتنتهي عادة بإيجاد العدالة سواء بإدانة المجرم أو ببراءته. وجزء من إجراءات الدعوى الجزائية هو الحق الشخصي الذي تمنحه الدولة للمتضرر من الجريمة لمطالبة المجرم بتعويض عن الأضرار التي لحقت به، وهذا الحق الشخصي درسه القانون بالتفصيل في قانون أصول المحاكمات الجزائية.

أهمية دراسة تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي

لاخفى على أحد أهمية تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي وما يتعلق بها من أحكام قانونية، فهي من الأمور الهامة التي تجعل الحقوق محفوظة والعدل يسود. ولذلك، فإن دراسة هذا الموضوع يساعد القضاة والمحامين وحتى الأفراد العاديين على فهم كيفية تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي وما يتعلق بهذا الأمر من شروط واشتراطات. كما أن هذه الدراسة تعزز بالمعلومات التي تفيد في فهم العملية القانونية ويمكن من خلالها تمثيل حقوق المتضررين بطريقة فعالة وتحقيق العدالة. لذلك، فإن دراسة تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي تعد أمراً ضرورياً ومهماً ولا يمكن تجاهله.

الدعوى العامة

تعريف الدعوى العامة

تُعرف الدعوى العامة في قانون اصول المحاكمات الجزائية بأنها مجموعة من الإجراءات التي تتخذها السلطة القضائية المكلفة بملاحقة مرتكبي الجرائم، بغية جمع الأدلة بحقهم وتقديمهم للمحاكمة وإيقاع العقاب المناسب بحقهم. ويتم تحريك الدعوى العامة بموجب قرار النيابة العامة في القضايا المدونة في القانون أو بعد شكوى المتضرر من الجريمة، فتكون إنطلاقة لإجراءات المحاكمة لإثبات المسؤولية عن الجريمة وتطبيق العقوبة المنصوص عليها في القانون. لذلك، فإن تحريك الدعوى العامة يمثل خطوة مهمة في مكافحة الجرائم وإرساء العدالة في المجتمع.

سبب تقديم الدعوى العامة

سبب تقديم الدعوى العامة هو حماية المجتمع بشكل عام من الأفعال الجرمية التي يرتكبها الفرد، وذلك لأن الدولة لديها الحق في حماية أفراد المجتمع من الجرائم التي تؤثر على سلامتهم وأمنهم. وتلك الجرائم التي يمكن أن تمثل خطرا على المجتمع تشمل الجرائم ضد الأمن العام والثقافة، والجنائية والمالية، والنصب والاحتيال، فإذا تم إثبات تورط الفرد في إحدى هذه الجرائم، فإن الدعوى العامة تقوم باستدعاءه للمثول أمام القضاء ومحاسبته بما يتفق عليه القانون. وبالتالي، فإن تقديم الدعوى العامة يعد أمرا حيويا للقضاء على العدالة في المجتمع.

السلطة المناطة بإقامة الدعوى العامة

تعد النيابة العامة المسؤولة الأساسية عن تحريك الدعوى العامة، حيث تقوم بملاحقة المجرمين من خلال إثبات وقوع الجرائم التي ينسبها المشتكون إلى المعتدى عليهم. فالدعوى العامة في القانون الأردني تشكل جريمة اعتداء على المصلحتين العامة والخاصة، وفي بعض الجرائم يحق للمتضرر التقدم بشكوى شخصية، ولكن في كثير من الأحيان تتطلب الجريمة شكوى من المجني عليه، وهنا يأتي دور النيابة العامة في تحريك الدعوى العامة بما لها من سلطات قانونية وواجبات منصوص عليها في قانون أصول المحاكمات الجزائية الأردني.

الحق الشخصي

تعريف الحق الشخصي والضرر المادي والمعنوي

يني الحق الشخصي أي حق يمتلكه فرد معين بصفته هو وحده دون أن يشمل الآخرين، فهو مرتبط بشخص فردي. ويمكن تمثيل هذا الحق بشكل مختلف، مثل حق الملكية، والحق في الحياة الخاصة، وحق الوصاية بعد الوفاة، وغيرها. أما الضرر المادي فهو أي نوع من الأضرار التي يلحقها شخص ما بممتلكات شخص آخر، بالإضافة إلى الأضرار التي تنتج عن استخدام الأشياء الأخرى بطريقة غير صحيحة. والضرر المعنوي هو أي ضرر يحدث للشخصية الفردية ومركز الاهتمام هو الشخص نفسه وليس ممتلكاته، ومن أمثلة هذا النوع من الضرر: الإساءة إلى السمعة، والتشهير، والإهانة الخ. ولكل متضرر منها حق المطالبة بتعويض عن طريق دعوى الحق الشخصي.

حق المتضرر في تقديم الدعوى الشخصية

يتمتع المتضرر بحق تقديم الدعوى الشخصية في الحالات التي تؤثر فيه مختلف الضرر الناجم عن الجريمة. يمنح هذا الحق للمتضرر القدرة على المطالبة بشكل مباشر بالتعويض عن الضرر الذي لحق به بصورة مباشرة. كما أن المتضرر يمكنه تحديد الجهات المشاركة في الجريمة والمطالبة بمحاسبتهم بشكل قانوني. كما يحق للمتضرر تحديد نوع الجزاء الذي يجب على المتهم تحمله بالتزامن مع التعويض المالي. بالتالي، فإن تقديم الدعوى الشخصية يشكل أداة لحماية حقوق المتضررين وتعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم من جراء الجريمة.

الاشتراطات المطلوبة لتقديم الدعوى الشخصية

لتقديم الدعوى الشخصية، هناك بعض الاشتراطات التي يجب توافرها. أولًا، يجب أن يكون المتقدم للدعوى هو المتضرر مباشرة من الجريمة. ثانيًا، يجب أن يكون المتضرر قد عرف بوقوع الجريمة بنفسه أو عبر ممثل قانوني معتمد. ثالثًا، يجب أن تكون الجريمة التي حدثت تتعلق بحقوق شخصية وليست عامة. رابعًا، يجب أن يبرهن المتضرر على واقعية الأذى الذي تعرض له والذي قد يسبب له ضررًا معنويًا أو ماديًا. وأخيرًا، يجب توفير الأدلة اللازمة لدعم الدعوى والتي يتم جمعها بواسطة جهات الاختصاص المعنية. وبالتأكيد، يجب على المتضرر الالتزام بالآجال القانونية المتعلقة بتقديم الدعوى الشخصية.

تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي

أسباب توجيه الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي

تجيه الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي يعود إلى عدة أسباب منها، عدم وجود شكوى من المجني عليه في بعض الجرائم التي تتطلب تقديم الدعوى الشخصية. كما يمكن أن يكون سبب آخر هو عدم وجود اشتراطات المطلوبة لتقديم الدعوى الشخصية، أو حتى في حالة وجودها بعض المتضررين قد يجدون أنفسهم غير قادرين على تحمل تكاليف الدعوى الشخصية. بعض الجرائم الخطيرة مثل الجرائم ضد الأمن العام أو الجرائم التي تؤثر سلبًا على المجتمع بشكل عام يمكن أن تحتاج إلى تحريك دعوى عامة بدلاً من دعوى شخصية لإنزال العقوبة المناسبة. وبالتالي فإن تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي يعد من الأساليب الفعالة لتحقيق العدالة في المجتمع.

طريقة تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي

تريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي يتطلب بعض الخطوات الهامة، ومنها التقدم بشكوى إلى النيابة العامة بما يحمل من تفاصيل ومستندات تدعم الادعاءات المقدمة. ومن ثم يتم إجراء التحقيقات وجمع الأدلة، وتقديم الدعوى إلى المحكمة المختصة. وفي حال تم إسقاط الحق الشخصي، يستطيع المتضرر تقديم دعوى شخصية بما يمثل اشتراطات محددة في القانون الأردني، كما يمكنه توكيل محامي لتمثيله في هذه الدعوى. ولتحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي بفاعلية، يجب إتباع الإجراءات القانونية المحددة، كما يجب التأكد من وجود مستندات قوية وأدلة مؤكدة لإثبات الطلب المقدم.

تحريك الدعوى العامة بإسقاط الحق الشخصي