عقوبة الوشاية الكاذبة في الجزائر و 4 شروط لثبوت جريمة الوشاية بالجزائر ، هل تتطلع إلى فهم التداعيات القانونية لـ الوشاية الكاذبة في الجزائر؟ هل تريد معرفة المزيد عن القوانين المتعلقة بالوشاية ؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن هذه المقالة تناسبك ! سنقوم بسرد عقوبة الوشاية الكاذبة في القانون الجزائري، وكذلك النظر في الدفاعات المحتملة ضد مثل هذه الاتهامات.

مبدأ التبليغ مباح لأنه يساعد على كشف الجرائم ويسهل معاقبة مرتكبيها. في الواقع، قد يكون الإبلاغ إلزاميًا، كما يتضح من نص المادة 91 من قانون العقوبات الجزائري، الذي يجرم ويعاقب على عدم إبلاغ السلطات العسكرية والإدارية والقضائية بالخيانة أو التجسس أو غيرها من الجرائم.

ومن بين الأنشطة التي من طبيعتها الإضرار بالدفاع الوطني، وكذلك ما تم استخلاصه من نص المادة 181 من قانون العقوبات، التي تعاقب كل من يعلم بالشروع في جناية أو وقوعها، ولا يبلغ السلطات على الفور.

وبحسب المادة 92 من قانون العقوبات، يجوز إعفاء من العقوبة كل من أبلغ عن جناية أو جنحة ضد أمن الدولة للسلطات الإدارية أو القضائية قبل الشروع فيها أو الشروع فيها.

ونصت المادة 92/2 من قانون العقوبات على تخفيض العقوبة بدرجة واحدة إذا كان الإخطار قد تم بعد إتمام التنفيذ أو الشروع فيه، ولكن قبل بدء المتابعة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإبلاغ سببًا لتخفيف العقوبة.

الأصل في التبليغ  – سواء كان ذلك مطلبًا أو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به – هو أن تكون صادقًا وأن تعبر عن الحقيقة. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن أي اتصال كاذب سيعتبر جريمة جنائية يعاقب عليها القانون. وذلك لأنه يضر بشرف الشخص وسمعته، ويلحق الأذى به، ويدمر الثقة والهيبة التي اكتسبوها في المجتمع ومع عملائهم.

عادة ما يتم تقديم البلاغ نتيجة الكراهية والانتقام الذي يحمله المبلغ عن الشخص الذي يقوم بالإبلاغ عن المخالفات ضده. تنسب الوقائع الكاذبة للفرد لتجريمه، مما قد يؤدي إلى الحكم عليه بجريمة لم يرتكبها.

وتعد الوشاية الكاذبة في الجزائر جريمة ، وتم إدراجها في الباب الخامس من الباب الثاني المتعلق بالاعتداء على شرف الأشخاص والاعتبار وحياتهم الخاصة وإفشاء الأسرار، وهو ما نصت عليه المادة 300 من قانون العقوبات.

الوشاية الكاذبة في الجزائر جريمة مبنية على إثبات عدم وقوع الحادث المبلّغ عنه وإبراء ذمة من أبلغ عنها. يمكن للشخص الذي تم الإبلاغ عنه أن يقاضي الشخص الذي قدم التقرير من أجل الحصول على أموال لتغطية أي ضرر لحق به.

تعريف جريمة الوشاية الكاذبة:

هناك قوانين تحدد جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر ، وهناك قوانين أخرى لا تعرفها. والسبب هو أن التعريفات ليست من اختصاص المشرع، بل هي من اختصاص الفقه. كما قدم القضاء تعريفا لهذه الجريمة. فسنعرف هذه الجريمة من النواحي القانونية والفقهية والقضائية.

تعريف جريمة الوشاية الكاذبة في القانون الجزائري:

عرّف المشرع الجزائري هذه الجريمة في المادة 300 من قانون العقوبات التي تنص على: “كل من يبلغ بأي شكل من الأشكال إلى مأموري الضبط القضائي أو الضابطة الإدارية أو القضائية، إشاعة كاذبة ضد فرد أو أكثر، أو إبلاغ السلطات المخولة بذلك. متابعته أو تقديمه إلى السلطة “.

وتعاقب السلطة المختصة، أو الرؤساء الذين أوصوا به، أو خدمته حسب التسلسل الهرمي الوظيفي، أو لموظفيه، بالحبس من 6 أشهر إلى 5 سنوات وبغرامة من 20.000 إلى 100.000 دينار جزائري “. وهذا مشابه للمشرع الفرنسي الذي توصل إلى تعريف أوسع في نص المادة 226/10 لتعديل المادة 373 من قانون العقوبات.

تعريف الوشاية الكاذبة في الفقه:

وقد عرّف الدكتور محمد نجيب حسني هذه الجريمة بقوله: “الوشاية الكاذبة هي فعل التبليغ عن واقعة غير صحيحة يترتب عليها عقاب الشخص المنسوب إليه. وهو موجه إلى حكم قضائي أو إداري.

التعريف القضائي لجريمة الوشاية الكاذبة:

إذا أبلغ شخص ما عن وشاية كاذبة إلى السلطات وقاموا بالتحقيق فيها أو رفعها إلى السلطات المختصة، فسيتم معاقبة هذا الشخص بالسجن و / أو غرامة مالية. لا يمكن التحقيق في هذه الجريمة إلا إذا توفر أحد العناصر التالية:

  1.  بمجرد صدور حكم بالبراءة أو بالإفراج.
  2. بعد التصريح بعدم وجود حاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات
  3. بحجب الاتصال عن القاضي أو الموظف أو السلطة العليا أو صاحب العمل المعني بالتخلص من الإجراءات التي من المحتمل أن تُتخذ فيما يتعلق بهذه الوشاية.

أركان جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر:

أركان جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر: طبقاً للمادة 300 من قانون العقوبات الجزائري، “من يبلغ بأي شكل من الأشكال إلى الضابطة العدلية أو الإدارية أو القضائية، إشاعة كاذبة ضد شخص أو أكثر، أو يبلغ السلطات المختصة بمتابعتها، أو تقديمه إلى السلطة المختصة أو إلى رؤساء المخبر “. يعاقب أرباب العمل حسب التسلسل الوظيفي أو موظفيه بالحبس من 6 أشهر إلى 5 سنوات وغرامة من 20.000 إلى 100.000 دينار، ويجوز للقضاء، بالإضافة إلى ذلك، الأمر بنشر الحكم أو خلاصة ذلك في جريدة واحدة أو أكثر على نفقة المحكوم عليه.

يوضح هذا النص أن جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر لا ترتكب إلا بوجود ثلاثة أركان:

1- البلاغ الكاذب عن أمر مستوجب لعقوبة فاعله:

يتمثل العنصر المادي لجريمة الوشاية الكاذبة في الاتصال الكاذب. واستخدم المشرع الجزائري مصطلح “أبلغ بوشاية كاذبة ” وما يقابله بالفرنسية “dénonciation calomnieuse”، بينما استخدم المشرع المصري مصطلح “علم”. وقد أطلق الفقه والقضاء المصريان على هذه الجريمة الإبلاغ الكاذب، وهو مصطلح أنسب من مصطلح الوشاية الكاذبة.

2- الجهة المرسل إليها البلاغ:

كما هو محدد في المادة 300 من قانون العقوبات، يمكن للهيئات التالية تلقي اتصالات من السلطة القضائية، والسلطة الإدارية، وأي سلطة أخرى ذات صلة:

  •  القضاة الذين ينتمون إلى القضاء القانون العام – عادي أو إداري .
  • هيئات قضائية أخرى، مثل محكمة المساءلة، هم موظفون قضائيون. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان العمد والمحافظون هم قضاة “إداريون” وفقًا للمفهوم الفرنسي “القضاة”. – نصت المادة 15 من قانون الإجراءات الجنائية على أن الضابطة العدلية ضباط ضابطة إدارية فيما يتعلق بالمحافظين ورؤساء البلديات.
  • السلطة القادرة على رفع الحادث إلى السلطة المختصة، مثل إخطار محكمة الحسابات لوزير العدل بكل جريمة مرتكبة، مخولة بمتابعة الحادث المبلغ عنه.
  • يوصى برؤساء الذين يمرون بها، سواء كانوا إداريين أو خاصين، حسب التسلسل الهرمي الوظيفي.

3- الركن المعنوي للجريمة:

جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر هي جريمة مقصودة تتطلب وجود النية العامة للمبلغ عن المخالفات. فالجريمة لا تتحقق إذا أخطرت مع الإيمان بصحة ما أُبلغ به. يشترط القانون أن يكون الجاني على علم بجميع العناصر المكونة للجريمة. هذا يعني أن المخبر يعلم أن الحادث المبلغ عنه غير صحيح ويجب أن يكون هناك نية سيئة.

شروط ثبوت جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر:

1- تلقائية البلاغ:

تتطلب جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر أن يتم تقديم البلاغ على هواه المبلغ عن المخالفات، مما يعني أن المبلغ عن المخالفات قد قدم البلاغ وليس مطلوبًا منه ذلك. إذا لم يتم استيفاء هذا الشرط، فإن الجريمة لم تحدث. ومن الأمثلة على ذلك أن ينسب المتهم بارتكاب جريمة الاتهام إلى شخص آخر أثناء التحقيق من أجل الدفاع عن نفسه، فلا يُعتبر أنه ارتكب جريمة الوشاية الكاذبة.

2- أن يكون البلاغ ضد شخص محدد.

يجب أن يكون الاتصال موجهًا إلى شخص معين، طالما أن هذا الشخص طبيعي وهذا واضح من نص المادة 300، التي تتحدث عن “فرد أو أكثر”.

3- موضوع الوشاية الكاذبة:

تقع جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر عندما تبدو الحادثة وكأنها جريمة يعاقب عليها القانون، سواء كانت بعقوبة جنائية أو إدارية أو تأديبية، ولكن لا يشترط أن تكون الواقعة المبلغ عنها معاقبة فعلاً. يكفي أن يُعاقب عليها بشكل موضوعي، بمعنى أن الحادث المبلغ عنه يشكل من حيث المبدأ خطأ تأديبيًا أو جزائيًا.

يمكن أن يحدث هذا حتى إذا كان الحادث لا يعاقب عليه بسبب حصانة الأسرة أو بسبب عفو شامل أو قانون التقادم، أو أن متابعته تعتمد على شكوى مثل الإبلاغ عن جريمة الزنا أو السرقة بين الأقارب، أو الهوامش، أو الأصهار حتى الدرجة الرابعة.

4- كذب الواقعة المبلغ عنها:

إن زيف الحدث المبلغ عنه هو عنصر حاسم في الجريمة، لأنه بدونها، لن ترتكب الجريمة. إذا كان الحادث صحيحًا، فسيتم اعتبار المراسل قد استخدم حقه أو واجبه المنصوص عليه في القانون.

عقوبة الوشاية الكاذبة في الجزائر:

تحدد المادة 300 من قانون العقوبات عقوبة جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر ، وهي السجن من 6 أشهر إلى 5 سنوات وغرامة من 20.000 إلى 100.000 دينار جزائري. وللقاضي أن يأمر بنشر الحكم أو ملخصه في جريدة أو أكثر على نفقة المحكوم عليه.

و كما أشرنا سابقاً، لا يمكن مقاضاة الشخص الاعتباري على جنحة الوشاية الكاذبة وفقاً لقانون العقوبات الجزائري. وهذا خلافا للمشرع الفرنسي الذي نص في المادة (10/226) على العقوبات المقررة للشخص الاعتباري فيما يتعلق بهذه الجريمة ومنها:

تقدر الغرامة بخمسة أضعاف الحد الأقصى الذي يمكن أن يطبق على الشخص الطبيعي، وبالتالي فإن قيمة الغرامة تساوي 1500000 فرنك فرنسي.

نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا في تقديم لمحة عامة عن عقوبة الوشاية الكاذبة في الجزائر والشروط الأربعة اللازمة لإثبات جريمة الوشاية الكاذبة في الجزائر. نحن نشجعك على استكشاف المزيد من الموارد حول كيفية تطبيق هذه القوانين، وكذلك طلب المشورة القانونية المتخصصة إذا لزم الأمر. شكرا لقرائتك!

 

المزيد عن عقوبة الوشاية الكاذبة في الجزائر و 4 شروط لثبوت جريمة الوشاية بالجزائر