نماذج لنشأة الدساتير وكيفية تعديلها وانقضائها في العالم ، يعتبر الدستور أحد أهم المستندات القانونية في الدول الحديثة، إذ يحدد الأسس والنظم العامة التي تسير عليها الدولة ويحدد أيضاً حقوق المواطنين وواجباتهم. ولكن هل فكرت يوماً في كيفية نشأة الدساتير وتعديلها وانقضائها في العالم؟ في هذا المقال، سنستعرض نماذج لنشأة الدساتير وكيفية تعديلها وانقضائها في الدول المختلفة، لنفهم أكثر عن هذا الجانب الهام من الحكم والقانون والسياسة.

تعريف الدستور وأهميته

يعتبر الدستور القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة، نظام الحكم، وشكل الحكومة. فهو يحدد بنيان الدولة وينظم السلطات العامة، ويحدد الحدود والواجبات والحقوق الأساسية للأفراد والجماعات. وهو الوثيقة التي تعبر عن إرادة الشعب وتلتزم بها كل الأدنى في الهرم التشريعي. ويضمن الدستور الضمانات للأفراد والجماعات ويحمي حقوقهم وحرياتهم. فهو يعتبر أهمية كبيرة في بناء الدولة وتنظيمها. وبمجرد امتثال الدستور، تضمن الأفراد تحقيق العدالة والمساواة والحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها.

نماذج لنشأة الدساتير

A. أسلوب المنحة

أسلوب المنحة هو أحد الأساليب القديمة التي تم استخدامها في نشأة الدساتير في بعض الدول الأوروبية التي تميزت بالعروش الملكية. وفي هذا الأسلوب، كان الدستور من صنع الحاكم نفسه دون أي نوع من المشاركة من الشعب أو غيرهم. ومع ذلك، فإن هذا الأسلوب لم يكن يُمارس بشكل خاص في الدول التي لم يكن لديها حكام يحملون صلاحيات مطلقة وسيطروا على كل السلطات. يجب الإشارة إلى أنه لم يتبع هذا النهج إلا بفعل الضغوط الشعبية التي تطالب بتحديد قوانين أساسية للحكم في هذه الدول.

تعريف الأسلوب

تعتبر أساليب وضع الدساتير من الأمور المهمة التي تؤثر على البنية السياسية للدولة، ومنها أسلوب المنحة الذي استخدم في العروش الملكية الأوربية ويعتمد على قرار الحاكم الفردي في الإعداد والإقرار للدستور. كما يوجد أسلوب التعاقد والذي يتم عبر الثورة على الحاكم ووضع الثوار شروطهم ومطالبهم في وثيقة تعاقدية، وأسلوب الجمعية التأسيسية والذي يتم عبر انتخاب ممثلين للشعب لوضع الدستور المعبر عن إرادته، والأسلوب الرابع هو الاستفتاء الدستوري الذي يتم عبر انتخاب جمعية تأسيسية تعرض مشروع الدستور على الاستفتاء الشعبي.

البلدان التي استخدمت هذا الأسلوب

يتنوع أسلوب وضع الدساتير في العالم، وقد استخدمت بعض البلدان أسلوب المنحة في وضع دساتيرها، ومنها المملكة المتحدة وكندا ونيوزيلندا. ويعتمد هذا الأسلوب على منح السلطة الملكية صلاحيات محدودة وتحديد أهم الحقوق والحريات للشعب. كما اعتمدت بعض البلدان مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا أسلوب الجمعية التأسيسية، والذي يعتمد على تشكيل جمعية من الممثلين لتحديد دستور جديد، ويشارك فيها أعضاء من البرلمان والمجتمع المدني والخبراء. واعتمدت بعض البلدان أيضًا أسلوب التعاقد والاستفتاء الدستوري، والذي يعتمد على وضع الدستور بالاتفاق بين الطرفين أو إجراء استفتاء شعبي لتحديد مضمون الدستور.

B. أسلوب التعاقد

أسلوب التعاقد هو أسلوب وضع الدستور الذي ينتج عن ثورة أو انتفاضة عارمة للشعوب ضد الحكم الراهن. يجبر الشعب الحاكم على توقيع وثيقة تحمل شروط الثوار ومطالبهم. يتم ذلك من خلال إبرام اتفاقية تعاقد، بحيث يصبح الدستور الناتج عنها عبارة عن نص بتعاقدي يقيد من إرادة الحاكم. يعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الديمقراطية التي يحقق من خلالها الشعب سلطته في صناعة قوانينه. وهو يسعى إلى تحقيق المصالح الجماعية للشعوب بعيداً عن الوحدة المدمّرة للدولة وأجهزتها الحاكمة.

تعريف الأسلوب

“تعريف الأسلوب” هو مصطلح يشير إلى الطريقة التي يتم بها وضع دستور الدولة، حيث تختلف هذه الأساليب باختلاف الدوافع والظروف والثقافات والتقاليد التي يعيش بها شعب الدولة. ومن بين هذه الطرق الأربعة التي يمكن استخدامها لوضع دستور الدولة: أسلوب المنحة، أسلوب التعاقد، أسلوب الجمعية التأسيسية، وأسلوب الاستفتاء الدستوري. وعلى الرغم من أن الدستور هو الأساس الذي تسير عليه الدولة ويحدد سياساتها وتشكيلاتها وشروط تفاعل مؤسساتها، فإنه يتوجب تعديله أو الاستغناء عنه في حالات كثيرة، خاصة مع تغير الظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية للدولة.

البلدان التي استخدمت هذا الأسلوب

يوجد العديد من البلدان التي تطبق أساليب مختلفة في إنشاء وتعديل الدساتير. وبطبيعة الحال، يختلف استخدام هذه الأساليب، بناءً على متطلبات كل بلد وحكومته. على سبيل المثال، فإن أسلوب المنحة قد استخدم في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما اختارت الجمهورية الإسلامية في إيران استخدام أسلوب الجمعية التأسيسية. أما أسلوب التعاقد، فقد تم استخدامه في بلدان مثل المملكة المتحدة وقبرص الشمالية. أما أسلوب الاستفتاء الدستوري، فقد تم تطبيقه في كل من تشيلي وفرنسا. وبما أن كل بلد لها طريقة تختلف في إنشاء الدستور، يجب تقييم النهج المناسب الذي يلبي متطلبات كل حكومة و بلد.

C. أسلوب الجمعية التأسيسية

أسلوب الجمعية التأسيسية هو أحد أساليب وضع الدساتير وهو يقوم على انتخاب جمعية تضم ممثلين عن الأحزاب، والمجتمع المدني والخبراء وغيرهم لتحديد محتوى الدستور الجديد. يتم تحديد عدد المشاركين في الجمعية ونسبة مشاركة كل فئة. يقوم هذا الأسلوب على الديمقراطية المباشرة والشفافية ويعد من أكثر الأساليب شمولية وتفاعلية مع المجتمعات المحلية. استخدم هذا الأسلوب في العديد من البلدان مثل تونس ومصر وجزر البهاما، وقد أثمر ذلك عن دساتير ضمنت الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

تعريف الأسلوب

تعريف الأسلوب هو إحدى الطرق التي تستخدم لوضع الدساتير في الدول المختلفة. ويعتمد هذا الأسلوب على تقديم الدستور كهبة من الحاكم للشعب دون احترام إرادته، وهو ما يجعله غير ديمقراطي. وقد استخدم هذا الأسلوب من قبل العروش الملكية الأوروبية في السابق، ولكنه يعتبر قديماً ولم يعد مستخدماً في العصر الحديث. ويمكن القول أن استخدام الأسلوب المنحة يتعارض مع معظم القوانين والاتفاقيات الدولية التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها ووضع الدستور.

البلدان التي استخدمت هذا الأسلوب

عندما نتحدث عن نماذج لنشأة وتعديل الدساتير في العالم، يجب أن نعرف أساليب النشأة التي استخدمها بعض البلدان. فبعض البلدان استخدمت أسلوب المنحة، منها بيرث، كندا، وأستراليا. واستخدم بعض البلدان أسلوب التعاقد مثل الولايات المتحدة الأمريكية. كما استخدمت فرنسا، وكوريا الجنوبية، والمكسيك أسلوب الجمعية التأسيسية. بينما استخدمت عدد من البلدان أسلوب الاستفتاء الدستوري، مثل تونس والمغرب وسويسرا. كل بلد لديه تاريخه الخاص وظروفه المحيطة التي جعلته يختار أسلوبًا معينًا لنشأة دستوره.

D. أسلوب الاستفتاء الدستوري

أسلوب الاستفتاء الدستوري هو أحد الأساليب الديمقراطية في نشأة الدساتير، ويتمثل في استفتاء يتعلق إما بوضع دستور جديد أو تعديل على الدستور القائم. يتم اعداد مشروع الدستور من قبل جمعية تأسيسية منتخبة أو برلمان أو حاكم أو لجنة حكومية، ثم يعرض على متخصصين لتقويمه، ولا يصبح نافذاً إلا بموافقة الشعب عليه عند عرضه عليه في استفتاء. يعد اسلوب الاستفتاء التأسيسي من الأساليب الديمقراطية التي تمكن الشعب من مباشرة سيادته الدستورية بشكل مباشر، وبالتالي فإن مشروع الدستور يحظى بخصوصية معينة حول هذه النقطة.

تعريف الأسلوب

تعريف الأسلوب هو الطريقة التي يتم فيها وضع الدستور في الدول وتعديله وانقضائه، فكل بلد يستخدم أسلوب محدد لوضع دستوره. فمثلاً، يستخدم أسلوب المنحة في بعض البلدان الذي يكون فيه الدستور من ذات الحاكم دون أن يشارك الحاكم في صياغته، وفي أسلوب التعاقد يتم توقيع وثيقة يقيد فيها مطالب الثوار والمواطنين على الحاكم، فيما يتم في أسلوب الجمعية التأسيسية انتخاب ممثلين للشعب لصياغة الدستور، وفي أسلوب الاستفتاء الدستوري يعرض المشروع على الاستفتاء الشعبي للمصادقة عليه.

البلدان التي استخدمت هذا الأسلوب

لقد استخدمت بعض البلدان الأسلوب الإنشائي للدستور في تأسيس دساتيرها، ومن ضمن هذه الأساليب نذكر أسلوب المنحة الذي استخدمه الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1787 عند إعداد دستورها، كما استخدمت فرنسا أسلوب الجمعية التأسيسية في عام 1791 عند إعداد دستورها، وكذلك استخدمت روسيا أسلوب الاستفتاء الدستوري في عام 1993. وقد يختلف استخدام الأساليب الإنشائية للدستور باختلاف الثقافات والتقاليد والنظم السياسية للدول المختلفة.

نماذج لنشأة الدساتير وكيفية تعديلها وانقضائها في العالم